عنف لفظي وتجاذبات حادة هيمنت على الفضاء الإعلامي والتواصلي في تونس ما بعد الثورة (مائدة مستديرة)
أكد باحثون أن المرحلة الانتقالية التي يعيشها المجتمع التونسي اتسمت ما بعد الثورة، في عمومها، "بعنف لفظي واحتراب حاد وانفلات أخلاقي" هيمن على الفضاء الإعلامي والتواصلي والاجتماعي.
وأوضح هؤلاء المشاركون، خلال ندوة حول "اللغة الانتقالية" في إطار الأنشطة الثقافية الموازية للدورة ال 30 لمعرض تونس الدولي للكتاب، أنه على مستوى وسائل الاعلام وفي الفضاءات الافتراضية وفي خطابات السياسيين وفي الشوارع والاسواق تتشكل ملامح لغة يصوغها القلق والحيرة والخوف من المستقبل، لغة قدت على عجل في مرحلة انتقالية غير دائمة وسائرة نحو التغيير بالضرورة".
ولاحظوا "تنامي جدل كبير حول علاقة الإعلام بالعنف في مرحلة انتقالية لم يتم بعد وضع القوانين المنظمة للقطاع والهيئات المعنية بالشأن الإعلامي"، وذلك يتجلى في مسؤولية هذا الإعلام في "الاستقطابات والانقسامات السياسية، وتمريره لقاموس لغوي ينهل من ثقافة التحريض والمزايدات والاتهامات الجاهزة".
وأشاروا إلى أن وسائل الإعلام، وخاصة المرئية منها، يمكن أن توظف كوسيلة لإنتاج العنف اللفظي والتحريض عليه، متوقفين عند حالات مما يشوب بعض المنابر التلفزية من تبادل للتهم بين المتحاورين، وخاصة منهم السياسيين "الذين يستغلون هذه المنابر الإعلامية لتمرير خطابات سياسية لا تخلو في كثير من الأحيان من المصطلحات العنيفة التي تقلل من احترام الطرف المقابل ولا تؤمن بالاختلاف وشروط الحوار الحضاري".
وتوقفوا عند الدور الذي تلعبه الشبكات الاجتماعية في انتشار هذا العنف اللغوي والمشاحنات اللفظية، وخاصة في أوساط الشباب، بالنظر إلى أن موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك) "فضاء افتراضي عمومي متحرر من الرقابة ويعطي لمستخدمه الحرية الكاملة للتعبير عن آرائه دون قيد" ، مضيفين أن ذلك "جعل الكثيرين يستغلون هذا الفضاء لتمرير مواقفهم بألفاظ غالبا ما تكون خارجة عن الذوق العام إلى جانب إمكانية إضافة صور كاريكاتورية منافية أيضا للأخلاق".