حوار بين المديني و حليفي حول أدب الرحلة
عن مسار كتابة الرحلة نحو انتزاع الاعتراف بها كجنس أدبي وعن تداخل الواقعي بالمتخيل في النص الرحلي تمحورت جلسة حوارية جمعت مساء أمس بالدار البيضاء، الأديبين المغربيين أحمد المديني وشعيب حليفي.
في هذه الجلسة التي احتضنها فضاء المعرض الدولي للكتاب والنشر، اتفق المديني، الروائي والناقد الذي أصدر عدة نصوص في أدب الرحلة، وحليفي، الروائي والجامعي المتخصص في هذا الصنف الادبي، على أن كتابة الرحلات تمتح من مادة واقعية تتصل بالانتقال من مكان الى آخر، لكنها تفسح المجال أمام آفاق التخييل الأدبي، دون أن ينال ذلك من مصداقيتها الفنية.
وأوضح شعيب حليفي أن الرحلة وطدت انتماءها الى حظيرة الأدب، بعد أن كانت موزعة بين الجغرافيا والتاريخ والاجتماع، واستقر الحديث، في إطارها، عن حضور التخييل كقيمة أساسية للنص الأدبي. لم تعد الرحلة إذن نصا وصفيا جامدا، يقول حليفي، بل تدخل الروائي ليعدل هوية الرحلة ويصهرها في لغة الحكي، لغة الرواية.
اما أحمد المديني ، الذي صدر له مؤخرا كتاب "نصيبي من باريس"، فقد استعاد قصة علاقته بالمكان والسفر، حيث كان في رحلة دائمة منذ طفولته، منتقلا من برشيد الى الدار البيضاء، ثم الى فاس، فعائدا الى البيضاء، قبل ان يشد الرحال الى عاصمة الأنوار باريس.